الجمعة، 21 يونيو 2019

مقال الجمعة/ سلسلة الإعجاز القرآنى/ الحشرات/ النحل


بسم الله الشافى المعافى أدعو الله أن يتقبل منى منكم كل الطاعات.. وجمعة مباركة!!
لازلنا معا نتابع سلسلة الإكتشافات العلمية والكونية.. وموضوع اليوم (النحل آية من آيات الله).. فعلى الله نتوكل
جميع الحقوق محفوظة @ https://www.facebook.com/gamal.salama.5494

·      عرضت على حضراتكم فى كل جمعة من الجمع الماضيات واحدا من أشهر الإكتشافات العلمية والكونية والتى كشفها القرآن الكريم بإعجاز مذهل قبل 14 قرناً من الزمان!!

·      موضوعنا اليوم عنوانه (النحل آية من آيات الله).
·      ورد ذكر (النحل) مرة واحدة فى سورة واحدة سميت باسم هذه الحشرة.. قال تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ * ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).. وفى هاتتين الآيتين الكريمتين تتجلى معجزات الله الكثيرة للنحل.. تلك المعجزات التى أمضى العلماء سنوات وسنوات لاكتشافها.

·      والآيتين الكريمتين تشيران إلى نقاط إعجازية كثيرة منها ما يلى:
1.    الإعجاز الإلهى فى خلق النحل.
2.    الإعجاز فى كلمة (شفاء).. فى قوله تعالى (...شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ...).
3.    الإعجاز فى كلمة (أوحى).. فى قوله تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ).
4.    الإعجاز فى كلمة (اتخذى).. فى قوله تعالى (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ).
5.    الإعجاز فى كلمة (كلى).. فى قولهتعالى (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ).
6.    الإعجاز فى كلمة (فاسلكى).. في قوله تعالى (فَاسْلُكِي سُبُلَ ربّكِ ذُلُلاً).
7.    الإعجاز الهندسي فى بناء خلايا النحل.

·      والآن نبدأ فى توضيح وشرح كل نقطة من النقاط السابقة.
1.   الإعجاز الإلهى فى خلق النحل
·         لقد أحصى العلماء حوالى 20 ألف نوع من النحل.. منها ما يعيش في بيوت ومنها ما يعيش في الجبال أو في الشجر أو في الخلايا التى يصنعها له الإنسان.
·         وقد وضح لنا القرآن الكريم في سورة النحل أن أفراد النحل عبارة عن ثلاثة أنواع (الملكة.. الشغالات.. والذكور).
·         وعلميا يمكن أن يصل عدد أفراد الخلية من 40 ألف إلى 60 ألف فرد.. وهذا العدد الهائل تحكمهم ملكة واحدة.. وهذه الملكة تسيطرة سيطرة تامة على الخلية وتتحكم في أفرادها ليقوموا بعملهم على أكمل وجه بدون أى تمرد.
·         الإعجاز في خلق ملكة النحل.. تعيش الملكة من سنة إلى سنتين.. وتضع كل يوم حوالي 2000 بيضة.. وتستطيع تخزين الحيوانات المنوية التي حصلت عليها أثناء عملية التزاوج لعدة سنوات بدون أن تموت أو تضعف.. يبلغ حجم المخ واحد مليمتر مكعب.. وسعة ذاكرة النحلة أكبر خمس مرات من ذاكرة مخ الانسانبالرغم أن حجم مخ الإنسان يزيد عن حجم مخ النحلة بمقدار مليون و250 ألف مرة.. ويمكن أن تضع الملكة حوالى مليون بيضة أثناء حياتها.. كيف يستطيع بطن الملكة الصغير هذا استيعاب هذا العدد الهائل من البويضات!!!
·         والإعجاز الكبير فى هندسة صنع خلايا االنحل يحتاج إلى الكثير من الكتب.
·         (حاسة الشم).. فالنحلة لها قرني الأستشعارتحتوي على آلاف الخلايا/الشعيرات الحسية الدقيقة والتي تجعلها تستطيع بها أن تمييز رائحة أكثر منألف زهرة.. وأن تحتفظ برائحة هذه الزهور في مخها الذي حجمه واحد ملليمتر مكعب.. كما أن هذه الشعيرات الحسية تستطيع تمييز رائحة الحشرات الأخرى وأفراد النحل داخل الخلية وإطلاق صيحات التحذير بواسطة الشغالات في حالة تعرض الخلية لأي خطر.. وهذه الخلايا/الشعيرات باستقبال رائحة بخار الماء الموجود في الرحيق ثم تجفيف العسل بعد تصنيعه وتبخير الماء منه (برفرفة أجنحتها) حتى لا يفسد العسل.. كما بشم رائحة الذى يموت داخل الخلية حيث تلقيه الشغالات خارج الخلية وتظل الخلية نظيفة.. كما تقوم هذه الشعيرات أيضاً باستقبال أوامر الملكة وإصدارها بكل دقة.
·         حاسة( السمع).. توجد أنواع أخرى من الشعيرات الحسية على قرني الإستشعار وعلى أرجل النحلة.. هذه الشعيرات تقوم باستقبال الذبذبات والترددات في الهواء ونقله إلى مخ الحشرة فتترجمها إلى أصوات.. أيضاً تستطيع الذكور تتبع الملكة أثناء التلقيحكي يستطيع ذكر واحد (أقوى الذكور)  تلقيحهاوذلك حتى تنتج الملكة أفراد أصحاء أقوياء.
·         حاسة (اللمس).. تستطيع النحلة باستخدام هذه الشعيرات أن تحس بنعومة الأسطح أو خشونتها أو ارتفاعها أو انخاضها.. كما تستطيع بواسطة هذه الشعيرات أن تقيس الضغط داخل جسم النحلة والضغط خارجها.. كما تقوم الشعيرات بالدفاع الحرارى عند النحل.. فعندما تتعرض الخلية لهجوم (دبور) مثلا تقم النحلات بالإحاطة بالدبور المهاجم ورفع درجة حرارتها  لدرجة كافية لقتله.
·         حاسة (الرؤية).. بالنحلة ترى عن طريق زوج من العيون المركبة وثلاثة أعين بسيطة توجد في منتصف الرأس.. وكل عين مركبة تحتوى على 4500 عوينة صغيرة.. لاستقبال الضوء الأخضر والأزرق والأشعة فوق البفسجية.. وعين النحلة تتفوق على عين الإنسان الذى يصاب بالعمى عند استقبال الأشعة فوق البنفسجية.. وقدرة النحلة على التقاط الصور أكبر من قدرة عين الإنسانبخمس مرات.. لقد ذلل الله للنحلة ذلك كى تستطيع التقاط صور الزهور والعلامات التى في طريقها من وإلى الخلية والحصول على غذائها بسهولة(ذللاً).. أيضاً عندما تخرج النحلة من الخلية لجمع الغذاء فإنها تحدد العلامات التي تميز خليتها عن باقي الخلايا حتى تستطيع العودة إليها بسهولة (ذللاً).
·         حاسة (التذوق)..  تستطيع النحلة التفريق بين طعم رحيق الزهور المختلفة لتختار منها ما يناسبها لصنعالعسل.
·         التركيب الجيني للنحلة.. بينت أحدث الدراسات العلمية أن جينات النحلة هي الأكثر الجينات تشابها بجينات الإنسان.

2.   الإعجاز فى كلمة (شفاء).. فى قوله تعالى (...شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ...)
·      كلنا يعلم علمياً أن العسل فيه شفاء وأنه متنوع وأن تنوعه متلازم مع أصناف الزهور التي يتناولها أو كل ذلك يتطابق مع ما سبق من دلالة النص القرآني.

3.   الإعجاز فى كلمة (أوحى).. فى قوله تعالى (وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ)
·      في كلمة (أَوْحَى) معجزة تستحق منا التدبر.. فالنحل لم يتعلم صنع العسل بل هنالك غريزة ربانية وضعها الله في هذه الحشرة تدلّها كيف تفعل ذلك.. كما أنه هنالك برنامج دقيق تسير عليه النحلة ولا تحيد عنه منذ ملايين السنين.

4.   الإعجاز فى كلمة (اتخذى).. فى قوله تعالى (أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ)
·      في كلمة (اتَّخِذِي) معجزة كبيرة أيضاً.. فالنحلة تتخذ من الجبال أو الشجر أو العرائش بيوتاً تأوي إليها.
·      فالنحلة تذهب إلى مسافات هائلة ثم ترجع إلى بيتها ولا تضلّ الطريق.. فرب العزة هو الذي ألهمها وعلّمها وأرشدها!!!
·      للنحلة ميزات كثيرة مثل التفكير والتخاطب مع عالمها الخاص، والبناء وتربية النحلات وإنتاج الغذاء وغير ذلك مما يجعلها شبيهة بعالم البشر، وهذا ما أشار إليه القرآن في قوله تعالى: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ).
·      وثبُت علمياً أن أفضل أنواع العسل من الناحية الطبية هو العسل الجبلي ثم العسل المستخرج من الشجر وأخيراً العسل المستخرج من العرائش التي يصنعها الناس.
·      وهذا الترتيب موافق للترتيب القرآني (اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا.. وَمِنَ الشَّجَرِ.. وَمِمَّا يَعْرِشُونَ).. فسبحان الذي سخَّر هذه النحلة لهذا العمل!!! .. وسبحان الذي أعطاها هذه القوة لتصنع لنا عسلاً فيه شفاء!!! .. سبحان رب العزة جل جلاله.

5.   الإعجاز فى كلمة (كلى).. فى قوله تعالى (ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ)
·      حاسة (التذوق) للنحلة عظيم فهى تستطيع التفريق بين طعم رحيق الزهور المختلفة لتختار منها المناسب لصنع العسل.

6.   الإعجاز فى كلمة (فاسلكى).. في قوله تعالى (فَاسْلُكِي سُبُلَ ربّكِ ذُلُلاً)
·      لقد سخّر رب العزة للنحلة طرقاً محددة تسلكها لتقطع آلاف الكيلو مترات يوميا في سبيل صنع بعض العسل.. كما ذلل رب العزة لها الطرق التى تهديها كل مرة كى ترجع مرة أخرى إلى بيتها.

7.   الإعجازالهندسى فى بناء خلايا النحل
·      النحلة أمهر المهندسين فهى تبدع في رسم وبناء بيتها.. فالنحلة لها آلة هندسية رائعة تشبه المنقلة الهندسية توجد في منطقة العنق (عن غشاء مفصلي يربط بين الصدر والبطن).. هذا الغشاء يسمح للنحلة أن تحرك كل من الصدر والبطن بحرية كاملة لرسم الشكل السداسي لأقراص الشمع في الخلية.. وهذه الآلة تتحكم في حركة أرجل النحلة وتوجها لترسم الشكل الهندسي السداسي بكل دقة.
·      وحجرات تخزين العسل مائلة 13 درجة.. ولو مالت أكثر من ذلك فإن العسل سيتجمع أسفل القرص ويكون من الصعب على النحل أن يحصل عليه.. ولو كانت درجة الميل أقل من ذلك فإن العسل يمكن أن ينساب خارج الأقراص.

·      بعد كل ماسبق.. لا يسعنا إلا أن نقول سبحان الخلاق العظيم القائل ﴿سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾.. .. صدق الله العظيم
·      --------------------------------------------------
·      أتمنى أن أكون قد استطعت تبسيط الموضوع.. إلى لقاء الجمعة القادمة بمشيئة الله لكم أطيب تحياتى.
·      جميع الحقوق محفوظة @ https://www.facebook.com/gamal.salama.5494

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق